شبكة شلالة العذاورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
abou khaled
abou khaled
.::: مشرف قسم :::.
.::: مشرف قسم  :::.
▣ الجنس : ذكر
✿ السٌّــــمــــعَــــة : 35
✎ مساهماتي : 523
$ الــنـــقــــاط : 17477
✔ التسجيل : 04/09/2015

عندما يجوع القلب   Empty عندما يجوع القلب

الثلاثاء 7 مارس - 16:47
عندما يجوع القلب


وثمة جوعٌ لا يُشبهه جوعٌ،


ألا وهو

جوعُ القلب من لذة القرآن، وتدبُّر آياته، والعيش معه، والأنس بمناجاة الله بكلامه، والتلذذ بخطابه جل جلاله،


وإلى هذا المعنى يُشير الخليفةُ الراشد أميرُ المؤمنين عثمان رضي الله عنه بقوله:

"لو صحّت قلوبُكم ما شبعتم من كلام الله"!( [4] )


فلنتأمل هذه الكلمة، ثم لنفتِّش عن مساحة الجوعِ التي تحتل قلوبَنا!


ولنفكر في السبب الذي لأجله لا يستطيع الواحدُ منّا أن يُمسك المصحفَ سويعةً من زمن،

أو يبقى معه وقتاً يليق به! أو يشعر بالمجاهدة العظيمة ـ وكأنه يحمل أثقالاً ـ إذا ابتدأ بتلاوته!


إنه مرضٌ أصابَ القلبَ واعتلّ معه اعتلالاً جعله يشعر بالشبع من أول وجه يقرؤه،

ولا يشعر بالجوع والألم عندما يفوته حزبُه منه!


وفي الجملة.. فإن جوع القلوب حالٌ تَعرِض لكل أحد، لكن الشأن بالشعور بهذا الجوع والألم،

الذي يدفع لسدِّ جوعتِه، كما يحرص الإنسانُ على سدِّ جوعة البدن.


ومتى ما شعرنا بالجوع، فتلك بدايةُ التصحيح، فمَن جاع بحث عما يسدُّ جوعتَه،

ومَن لم يشعر فليبحث عن قلبه،


وليتذكر أن القلبَ فيه شعثٌ لا يلمّه إلا الإقبالُ على الله، وفيه وِحشة، لا يزيلها إلا الأنسُ به في خلوته،

وفيه حزنٌ لا يُذهبه إلا السرورُ بمعرفته وصِدْق معاملته، وفيه قلقٌ لا يُسكّنه إلا الاجتماعُ عليه،

والفرارُ منه إليه، وفيه فاقةٌ لا يَسدُّها إلا محبتُه، والإنابةُ إليه، ودوامُ ذِكره، وصدقُ الإخلاص له،

ولو أُعطي الدنيا وما فيها لم تُسَد تلك الفاقةُ منه أبداً..


‎عندما يجوع القلب


الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى